وقال آخرون: هو من الأُنس الذي هو ضد الوحشة، لأنه يؤنس به (?).

وقال بعضهم: من النسيان (?)، وهو على وزن فاعل منه، وأصله الناسي، بياء في آخر الكلمة على فاعل، من نسي ينسى، فحذف الياء منه حذفًا. وقيل: هو على وزن فلع، وأصله: نَيسٌ، مقلوب من نسي ينسى، فقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فبقي ناس، ولذلك أماله بعض القراء في الأحوال الثلاث: الرفع والنصب والجر (?)، والوجه ما ذهب إليه صاحب الكتاب وموافقوه، وقد مضى موضحًا فيما سلف من الكتاب (?).

وقوله: {مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)} كلاهما نعت للرب، أو بدل منه.

الزمخشري: هما عطف بيان له، كقولك: سيرة أبي حفص عمر الفاروق، بُيِّنَ بملك الناس، ثم زِيد بيانًا بـ {إِلَهِ النَّاسِ}، لأنه قد يقال لغيره: رب الناس، كقوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (?) وقد يقال: ملك الناس، وأما {إِلَهِ النَّاسِ} فخاص لا شركة فيه، فجعل غاية للبيان. فإن قلت: هلا اكتُفي بإظهار المضاف إليه مرة واحدة؟ قلت: لأن عطف البيان للبيان، فكان مظنة للإظهار دون الإضمار، انتهى كلامه (?).

وقوله: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ} اختلف في الوسواس، فقيل: هو اسم بمعنى الوسوسة، كالزلزال بمعنى الزلزلة، وأما المصدر فوسواس بالكسر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015