وأصله: مِمَّا، فحذف الألف من آخرها مع الجار، وهو (مِن) ليقع الفرق بين (ما) الاستفهامية والخبرية، والمعنى: من أي شيء خلقه الله؟ .

وقوله: {مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} على النسب عند أصحابنا، أي: من ماء ذي دَفْقٍ، والدَّفْقُ: صَبٌّ فيه دفع، تقول: دَفَقْتُ الماء أَدْفُقُه دَفْقًا، إذا صببتَهُ، وهو عند الكوفيين بمعنى مدفوق (?).

وقوله: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}، المنوي في يخرج للماء، يعني: من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي جمع تَرِيبَة، وهي عظام الصدر، حيث تكون القلادة، عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره (?)، وفيه أقوال هذا أصحها، وكفاك دليلًا قول امرئ القيس:

626 - ..................... ... تَرْائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ (?)

والسجنجل: المِرآة، وهو روميّ مُعَرَّبٌ (?).

والصلب معروف، والجمهور على ضم الصاد وإسكان اللام، وقرئ: (من بين الصُّلُب) بضمهما (?)، و (مِن بين الصَّلَب) بفتحهما (?). قيل: وفيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015