وقوله: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} يجوز أن يكون من صلة {أُغْرِقُوا} و (ما) صلة جيء بها للتعظيم، أي: من جهة أو من أجل خطاياهم العظيمة أغرقوا، تعضده قراءة من قرأ: (مِنْ خَطِيَئَاتِهِمِ ما أُغرقوا) بتأخير الصلة، وهو ابن مسعود رضي الله عنه (?)، وأن يكون من صلة قوله: {وَلَا تَزِدِ}، أي: ولا تزدهم إلا ضلالًا من أجل خطاياهم، والأول أمتن. وقرئ: (خطاياهم) و (خطيئاتهم) (?). و (خطيئتهم) بالتوحيد (?) على إرادة الجنس، وقد أوضحت جميع ذلك فيما سلف من الكتاب (?).

وقوله: {فَأُدْخِلُوا نَارًا} مجيء الفاء هنا يدل على أن دخولهم النار عقيب الغرق، ويدل عليه عذاب القبر، لأن الفاء للتعقيب (?). و {نَارًا}: مفعول ثان.

{وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}:

قوله عز وجل: {لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} أي: أحدًا، وهو من الأسماء المستعملة في النفي العام، يقال: ما بها دُورِيٌّ وما بها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015