عن أبي عبيدة أن بعضهم قرأ: (وإنْ كَانَ مَكْرهُمْ لَتَزَوُلَ مِنْهُ الجِبَالُ) بفتح اللامين جميعًا (?)، فأما إسكان الياء فوجهه أن همزة (أنَّ) حذفت فبقيت (لن لا) فأدغمت النون في اللام فبقي (للا) فلما اجتمعت اللامات أبدلت الوسطى منهن ياء، كما قالوا: أيما، والأصل: (أمَّا)، ودينار والأصل: (دِنَّار) وديوان والأصل: (دِوَّان).

وقرئ: أيضًا: (لِيْلَا) بكسر اللام وإسكان الياء (?)، ووجهه ما ذكر آنفًا، غير أنه أبقى لام الجر على اللغة المشهورة وهي الكسرة.

وقوله: {أَلَّا يَقْدِرُونَ} (أنْ) فيه مخففة من الثقيلة، والأصل: أنه لا يقدرون، أي: الأمر أو الشأن لا يقدرون، وليست بأن الناصبة للفعل المستقبل لأمرين: أحدهما: ارتفاع الفعل بعدها. والثاني: أن (أن) الناصبة لا تقع بعد العلم، لو قلت: علمت أن يقوم زيد، لم يجز، لا أعرف في ذلك خلافًا بين النحويين، والله تعالى أعلم بكتابه.

هذا آخر إعراب سورة الحديد

والحمد لله وحده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015