قوله عز وجل: {يُلْقُونَ} يجوز أن يكون مستأنفًا، وأن يكون في موضع نصب على الحال من المنوي في {تَنَزَّلُ} الراجع إلى الشياطين، أي: تنزلوا ملقين السمع، و {السَّمْعَ} يجوز أن يكون بمعنى الاستماع، يقال: ألقى سمعه، إذا استمع، بشهادة قوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (?)، أي: استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولاهٍ. وأَن يكون بمعنى المسموع، أي: ملقين المسموع إلى الكهنه على ما فسر (?).

وقد جوز أن يكون في موضع جر على النعت لـ {كُلِّ أَفَّاكٍ} لأنه في معنى الجمع، وهم الكهنة، عن مجاهد (?)، على معنى: يلقي الكهنة السمع، أي: يسمعونه ويلقونه.

وقوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} الجمهور على رفع (الشعراء) على الابتداء والخبر، وقرئ: بالنصب (?) على إضمار فعل يفسره الظاهر.

وقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} محل {يَهِيمُونَ} إما الرفع بخبر أَنّ والظرف من صلته، أو النصب على الحال من المنوي في الظرف، والظرف على هذا مستقر، وعلى الوجه الأولى ملغى.

وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ} في موضع نصب على الاستثناء من القائلين، أي: إلا الذين آمنوا منهم بالله ورسوله. {كَثِيرًا} أي: ذكرًا كثيرًا.

وقوله: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} المنقلب هنا مصدر بمعنى الانقلاب، وانتصاب قوله {أَيَّ} على المصدر، لأن ما أضيف إلى المصدر مما هو في المعنى صفة له، كان حكمه في الإعراب حكمه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015