الكبائر للذهبي (صفحة 119)

بِنَفسِهِ حرمت عَلَيْهِ الْجنَّة مخرج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قتل نَفسه بحديدة فحديدته فِي يَده يتوجأ بهَا فِي بَطْنه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا فِيهَا أبداً وَمن قتل نَفسه بِسم فسمه فِي يَده يتحساه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا مخلداً فِيهَا أبداً وَمن نزل من جبل فَقتل نَفسه فَهُوَ ينزل فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا فِيهَا أبداً مخرج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَفِي حَدِيث ثَابت بن الضَّحَّاك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الْمُؤمن كقتله وَمن قذف مُؤمنا بِكفْر فَهُوَ كقتله وَمن قتل نَفسه بِشَيْء عذب بِهِ يَوْم الْقِيَامَة وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح عَن الرجل الَّذِي آلمته الْجراح فاستعجل الْمَوْت فَقتل نَفسه بذباب سَيْفه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ من أهل النَّار فنسأل الله أَن يلهمنا رشدنا وَأَن يعيذنا من شرور أَنْفُسنَا وسيئات أَعمالنَا إِنَّه جواد كريم غَفُور رَحِيم

موعظة

ابْن آدم كَيفَ تظن أعمالك مشيدة وَأَنت تعلم أَنَّهَا مكيدة وَكَيف تتْرك مُعَاملَة الْمولى وَتعلم أَنَّهَا مفيدة وَكَيف تقصر فِي زادك وَقد تحققت أَن الطَّرِيق بعيدَة يَا معرضاً عَنَّا إِلَى مَتى هَذَا الجفا والإعراض يَا غافلاً عَن الْمَوْت والعمر لَا شك فِي انْقِرَاض يَا مغتراً فِي أمله وأيدي المنايا فِي أَجله تقرضه بمقراض يَا مغروراً بِصِحَّتِهِ وبدنه كل يَوْم فِي انْتِقَاض يَا من يفني كل يَوْم بعضه ستفنى وَالله الأبعاض يَا غافلاً عَن الزَّاد وَقد أنذره بعد السوَاد الْبيَاض يَا قَلِيل الاحتراس ونبل المنايا طوال عراض يَا من يساق إِلَى موارد التلف وَقد نزحت الْحِيَاض يَا ضَاحِكا وعيون الفنا غير غماض لمن هَذِه الْأَوْقَات بَين يَدَيْهِ كَيفَ يقدر جفْنه على الإغماض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015