[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ]

439 -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ

ذِكْرُ صُلْحِ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ وَالسُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك

فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ أَبُو كَالِيجَارَ إِلَى السُّلْطَانِ رُكْنِ الدِّينِ طُغْرُلْبَك فِي الصُّلْحِ، فَأَجَابَهُ إِلَيْهِ وَاصْطَلَحَا، وَكَتَبَ طُغْرُلْبَك إِلَى أَخِيهِ يَنَّالَ يَأْمُرُهُ بِالْكَفِّ عَمَّا وَرَاءَ مَا بِيَدِهِ، وَاسْتَقَرَّ الْحَالُ بَيْنَهُمَا أَنْ يَتَزَوَّجَ طُغْرُلْبَك بِابْنَةِ أَبِي كَالِيجَارَ، وَيَتَزَوَّجَ الْأَمِيرُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ أَبِي كَالِيجَارَ بِابْنَةِ الْمَلِكِ دَاوُدَ أَخِي طُغْرُلْبَك، وَجَرَى الْعَقْدُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.

ذِكْرُ الْقَبْضِ عَلَى سُرْخَابٍ أَخِي أَبِي الشَّوْكِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَبَضَ الْأَكْرَادُ اللُّرِّيَّةُ وَجَمَاعَةٌ مِنْ عَسْكَرِ سُرْخَابٍ عَلَيْهِ ; لِأَنَّهُ أَسَاءَ السِّيرَةَ مَعَهُمْ وَوَتَرَهُمْ، فَقَبَضُوا عَلَيْهِ وَحَمَلُوهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ يَنَّالَ، فَقَلَعَ إِحْدَى عَيْنَيْهِ، وَطَالَبَهُ بِإِطْلَاقِ سَعْدِي بْنِ أَبِي الشَّوْكِ، فَلَمْ يَفْعَلْ.

وَكَانَ أَبُو الْعَسْكَرِ بْنُ سُرْخَابٍ قَدْ غَاضَبَهُ لَمَّا قُبِضَ عَلَى سَعْدِي، وَاعْتَزَلَهُ كَرَاهِيَةً لِفِعْلِهِ، فَلَمَّا أُسِرَ أَبُوهُ سُرْخَابٌ سَارَ إِلَى الْقَلْعَةِ وَأَخْرَجَ سَعْدِي ابْنَ عَمِّهِ، وَفَكَّ قُيُودَهُ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ وَأَطْلَقَهُ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ بِطَرْحِ مَا مَضَى، وَالسَّعْيِ فِي خَلَاصِ وَالِدِهِ سُرْخَابٍ، فَسَارَ سَعْدِي، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْأَكْرَادِ، وَوَصَلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ يَنَّالَ، فَلَمْ يَجِدْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015