[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ]

203 -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ

ذِكْرُ مَوْتِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَى

فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَكَانَ سَبَبَ مَوْتِهِ أَنَّهُ أَكَلَ عِنَبًا فَأَكْثَرَ مِنْهُ، فَمَاتَ فَجْأَةً، وَذَلِكَ فِي آخِرِ صَفَرٍ، وَكَانَ مَوْتُهُ بِمَدِينَةِ طُوسَ، فَصَلَّى الْمَأْمُونُ عَلَيْهِ، وَدَفَنَهُ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ الرَّشِيدِ.

وَكَانَ الْمَأْمُونُ لَمَّا قَدِمَهَا قَدْ أَقَامَ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِ.

وَقِيلَ: إِنَّ الْمَأْمُونَ سَمَّهُ فِي عِنَبٍ، وَكَانَ عَلِيٌّ يُحِبُّ الْعِنَبَ، وَهَذَا عِنْدِي بَعِيدٌ.

فَلَمَّا تُوُفِّيَ كَتَبَ الْمَأْمُونُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ يُعْلِمُهُ مَوْتَ عَلِيٍّ، وَمَا دَخَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُصِيبَةِ بِمَوْتِهِ، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ بَغْدَاذَ وَبَنِي الْعَبَّاسِ وَالْمَوَالِي يُعْلِمُهُمْ مَوْتَهُ، وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا نَقَمُوا بِبَيْعَتِهِ، (وَقَدْ مَاتَ) ، وَيَسْأَلُهُمُ الدُّخُولَ فِي طَاعَتِهِ، فَكَتَبُوا إِلَيْهِ أَغْلَظَ جَوَابٍ.

(وَكَانَ مَوْلِدُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ) .

ذِكْرُ قَبْضِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ عَلَى عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي آخِرِ شَوَّالٍ، حَبَسَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمَهْدِيِّ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ عِيسَى كَانَ يُكَاتِبُ حُمَيْدًا وَالْحُسْنَ بْنَ سَهْلٍ، وَكَانَ يُظْهِرُ لِإِبْرَاهِيمَ الطَّاعَةَ، وَكَانَ كُلَّمَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ لِيَخْرُجَ إِلَى قِتَالِ أَحْمَدَ يَعْتَذِرُ بِأَنَّ الْجُنْدَ يُرِيدُونَ أَرْزَاقَهُمْ، وَمَرَّةً يَقُولُ: حَتَّى تُدْرَكَ الْغَلَّةُ. فَلَمَّا تَوَثَّقَ عِيسَى بِمَا يُرِيدُ، فَارَقَهُمْ عَلَى أَنْ يَدْفَعَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015