هامدة، فإذا نزل عليها الماء تحركت الحياة فيها، وضربت بجذورها في الأرض، وبسقت بسوقها إلى السماء، فإذا هي نبتة مكتملة خضراء.

والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير، عندما يصيبه الماء ينمو نمو البقل، هذا العظم هو عجب الذنب، وهو عظم الصلب المستدير الذي في أصل العجز، وأصل الذنب. ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين النفختين أربعون، ثم ينزل من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس في الإنسان شيء إلا بَلي، إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة ".

ولمسلم طرف في عجب الذنب، قال: " إن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً، فيه يركب يوم القيامة، قالوا: أي عَظْم هو يا رسول الله؟ قال: عجب الذنب ".

وفي رواية له وللموطأ وأبي داود والنسائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب، منه خلق، وفيه يركب " (?) .

وقد دلت النصوص الصحيحة أن أجساد الأنبياء لا يصيبها البلى والفناء الذي يصيب أجساد العباد، ففي الحديث الذي يرويه أبو داود، وصححه ابن خزيمة وغيره: " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015