فإن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام حتى ألحقه بعض العلماء بأركان الإسلام التي لا يقوم بناؤه إلا عليها، ولا غرو فإن صلاح العباد في معاشهم متوقف على طاعة الله ورسوله، وتمام الطاعة متوقف على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.

فلما كان هذا الأصل بهذه المنزلة العظيمة من الدين، ولما تساهل أكثر الناس به في هذا الزمن، فأضاعه كثير منهم، وداهن فيه آخرون حتى انتشرت المنكرات وعمت وطمت، وامتلأ منها البر والبحر والجو، رأيت أن أكتب في ذلك رسالة مختصرة، أبين فيها عظم هذا الواجب، وما يترتب على الإخلال به، وما يتبع ذلك من المباحث، مع قصر الباع في ذلك، قيامًا ببعض الواجب، وإن كنت لست من أهل تلك المسالك, ورتبت الرسالة على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.

فالمقدمة تشتمل على ما يلي:

1- معنى المعروف والمنكر لغةً.

2- معنى المعروف والمنكر شرعًا.

3- المراد بالمعروف والمنكر عند اجتماعهما وانفراد أحدهما.

4- عظم شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله.

5- واجب العلماء وتحذيرهم من التقصير في العمل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015