فيها تراب أو حصى طحنته، فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحا ولا تبقى تلك الرحا معطلة قط بل لابد لها من شيء يوضع فيها، فمن الناس من يطحن رحاه حبًا يخرج دقيقًا ينفع به نفسه وغيره، وأكثرهم يطحن رملاً وحصًا وتبنًا ونحو ذلك، فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحنه، أهـ كلامه رحمه الله (الفوائد 161) .

فهؤلاء نماذج من قطاع طريقك إلى الله وسفرك في درب الآخرة وسعيك في عتق رقبتك من النار وبذل ثمن الجنة، فاحذر مثل تلك الصوارف وأعد لها عدتها والله الموفق.

تتمة في فهم بعض الوصايا

الأولى: الاجتهاد في العشر الأواخر وأواخر العشر.

في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: "أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشد المئزر". وفي رواية لمسلم عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".

وروى أبو نعيم بسند فيه ضعف عن أنس قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا شهد رمضان قام ونام، فإذا كان أربعًا وعشرين لم يدق غُمضًا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015