الفهرست (صفحة 53)

فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف وان كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نفط أبي الأسود. قال أبو سعيد رضي الله عنه ويقال ان السبب في ذلك أيضا انه مر بأبي الأسود سعد وكان رجلا فارسيا من أهل زندخان1 كان قدم البصرة مع جماعة أهله فدنوا من قدامة بن مظعون وادعوا إنهم أسلموا على يديه وانهم بدلك من مواليه فمر سعد هذا بأبي الأسود وهو يقود فرسه فقال مالك يا سعد لم لا تركب قال ان فرسي ضالع أراد ظالعا2 قال فضحك به بعض من حضره فقال أبو الأسود هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه فصاروا لنا اخوة فلو عملنا لهم الكلام فوضع باب الفاعل والمفعول.

سبب يدل على أن من وضع في النحو كلاما أبو الأسود الدؤلي:

قال محمد بن إسحاق كان بمدينة الحديثة3 رجل يقال له محمد بن الحسين ويعرف بابن أبي بعرة جماعة للكتب له خزانة لم أر لاحد مثلها كثرة تحتوي على قطعة من الكتب العربية في النحو واللغة والأدب والكتب القديمة فلقيت هذا الرجل دفعات فأنس بي وكان نفورا ضنينا بما عنده خائفا من بني حمدان فأخرج لي قمطرا4 كبيرا فيه نحو ثلاثمائة رطل جلود فلجان وصكاك وقرطاس مصر وورق صيني وورق تهامي وجلود آدم وورق خراساني فيها تعليقات عن العرب وقصائد مفردات من أشعارهم وشيء من النحو والحكايات والاخبار والأسماء والأنساب وغير ذلك من علوم العرب وغيرهم وذكر أن رجلا من أهل الكوفة ذهب عنى اسمه كان مستهترا بجمع الخطوط القديمة وأنه لما حضرته الوفاة خصه بذلك لصداقة كانت بينهما وأفضال من محمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015