وَلِهَذَا قيل للمعتزلة إِنَّهُم مخانيث الْخَوَارِج لَان الْخَوَارِج لما رأو لأهل الذُّنُوب الخلود فِي النَّار سموهم كفرة وحاربوهم والمعتزلة رَأَتْ لَهُم الخلود فى النَّار وَلم تجسر على تسميتهم كفرة وَلَا جسرت على قتال اهل فرقة مِنْهُم فضلا عَن قتال جُمْهُور مخالفيهم وَلِهَذَا نسب إِسْحَاق بن سُوَيْد العدري واصلا وَعَمْرو بن عبيد الى الْخَوَارِج لاتفاقهم على تأييد عِقَاب أَصْحَاب الذُّنُوب فَقَالَ فى بعض قصائده ... بَرِئت من الْخَوَارِج لست مِنْهُم

من الغزال مِنْهُم وَابْن بَاب ... وَمن قوم اذا ذكرُوا عليا

يردون السَّلَام على السَّحَاب ...

ثمَّ ان واصلا فَارق السّلف ببدعة ثَالِثَة وَذَلِكَ أَنه وجد اهل عصره مُخْتَلفين فى على وَأَصْحَابه وفى طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وَسَائِر أَصْحَاب الْجمل فَزَعَمت الْخَوَارِج ان طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة وأتباعهم يَوْم الْجمل كفرُوا بقتالهم عليا وَأَن عليا كَانَ على الْحق فى قتال أَصْحَاب الْجمل وفى قتال اصحاب مُعَاوِيَة بصفين الى وَقت التَّحْكِيم ثمَّ كفر بالتحكيم وَكَانَ اهل السّنة وَالْجَمَاعَة يَقُولُونَ بِصِحَّة إِسْلَام الْفَرِيقَيْنِ فى حَرْب الْجمل وَقَالُوا ان عليا كَانَ على الْحق فى قِتَالهمْ واصحاب الْجمل كَانُوا عصاة مخطئين فى قتال على وَلم يكن خطؤهم كفرا وَلَا فسقا يسْقط شَهَادَتهم وأجازوا الحكم بِشَهَادَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015