فدعي لي بغسول، وَطيب، وخلعة، فَلبِست وتطيبت، وحملت إِلَى دَار الْخَلِيفَة على دَابَّة، فعرفتها بالحرس وَالتَّكْبِير والنيران، فجاوزت مقاصير عدَّة، حَتَّى صرت إِلَى دَار قوراء، وَسطهَا أسرة، قد أضيف بَعْضهَا إِلَى بعض، فَأمرت بالصعود، فَصَعدت، فَإِذا رجل جَالس، وَعَن يَمِينه ثَلَاث جوَار، وَإِذا حياله مجَالِس خَالِيَة، قد كَانَ فِيهَا قوم قَامُوا عَنْهَا.

فَلم ألبث أَن خرج خَادِم من وَرَاء السّتْر، فَقَالَ للرجل: تغن، فغنى صَوتا لي وَهُوَ:

لم تمش ميلًا وَلم تركب على جمل ... وَلم تَرَ الشَّمْس إِلَّا دونهَا الكلل

تمشي الهوينا كَأَن الشَّمْس بهجتها ... مشي اليعافير فِي جيآتها الوهل

فغنى بِغَيْر إِصَابَة، وأوتار مُخْتَلفَة الدساتين، وَعَاد الخدم إِلَى الْجَارِيَة الَّتِي تليه، فَقَالَ لَهَا: غَنِي، فغنت أَيْضا، صَوتا لي، كَانَت فِيهِ أحسن حَالا، وَهُوَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015