بمجالسة الفقراء، والترقي عن تعظيم الأغنياء لسبب غنائهم، يكون غناه بربه، ويكون شاكراً في غناه، وقول الحق من غير مبالاته لائمة، والشكر على المحاب، والصبر على المكاره، والتباعد عن الخيانة، وكتمان الأسرار، والرضا بالدون من المجلس، وترك مطالبة حقوقه، واستيفاء حقوقهم، ومطالبة النفس بذلك، وحفظ حرمات الله في الخلوات، والمشورة مع الأصحاب، والاعتماد على الله دون غيره عند العدم، وقلة الطمع، والتعزز بالقناعة، وتحمل مؤن الخلق، وحمل مؤونته عنهم، ومعرفة حرمة الصالحين، والشفقة على المذنبين، والاجتهاد أن لا يتأذى به أحد، وأن لا يخالف ظاهره باطنه، وأن يكون لصديق صديقه [صديقاً] ، ولعدو صديقه عدواً، وأن لا يغيره نأي الدار، ولا بعد المزار.

وهذه وأشباهها من طرق الفتوة وأخلاقها، ونحن نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالأخلاق السنية، ويرزقنا استعمال طرق الفتوة، وأن لا يؤاخذنا بما نحن فيه من تضييع أوقاتنا وإهمال أحوالنا، وأن يوفقنا لما يقربنا إليه، ويزلفنا لديه، إنه قريب مجيب.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين وسلم تسليماً دائماً كثيراً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015