. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

القول بأنها من الله الثناء عليه - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه، وفي شرح المشكاة لابن حجر بعد أن أورد الصلاة بمطلق الرحمة بما سبق ما لفظه نعم قد تأتي الصلاة من الله بمعنى الرحمة كما في قوله تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته وحينئذٍ فالصلاة من الله على الأنبياء تختص بالرحمة المقرونة بالتعظيم وعلى غيرهم لا تختص بذلك بل قد يكون منها ما هو مقرون بنوع تعظيم وقد لا بحسب مراتب المؤمنين ومما يؤيد ذلك أن من المعلوم أن القدر الذي يليق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الرحمة أرفع مما يليق بغيره اهـ.

وفي الشفاء للقاضي عياض نقلًا عن أبي بكر القشيري الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - من الله تشريف وزيادة تكرمة وعلى من دون النبي - صلى الله عليه وسلم - رحمة وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين سائر المؤمنين في قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]، مع قوله قبل ({هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب: 43]، ومن المعلوم أن القدر الذي يليق به من ذلك أرفع مما يليق بغيره والإجماع منعقد على أن في هذه الآية من تعظيم شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - والتنويه به ما ليس في غيرها اهـ. ملخصًا، ويحصل من خلاصة هذا المقال أن لا مخالفة بين الثلاثة الأقوال في تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - والرحمة والاستغفار.

وأما صلاة الملائكة فقيل الدعاء وقال ابن عباس فيما علقه عنه البخاري الدعاء بالبركة وقال المبرد هو رقة تبعث على استدعاء الرحمة وهو معنى قول غيره رقة ودعاء وقيل الاستغفار ولا مخالفة في الحقيقة بين هذه الأقوال كما هو ظاهر لأنها منهم بمعنى الدعاء الشامل للدعاء بالبركة أو المغفرة اللائقة بمقامه - صلى الله عليه وسلم - وبغيرهما من سائر المراتب اللائقة به - صلى الله عليه وسلم - والباعث عليها منهم ما ركبه الله فيهم من الرقة والمعرفة بحقوقه - صلى الله عليه وسلم - هو ومن خصص الدعاء بالبركة أو المغفرة لم يرد أنهم لا يدعون له بغير ذلك إذ لا دليل له على هذا الحصر وإنما أراد النص على أظهر مقاصد الدعاء عنده، فاجتمعت الأقوال واتضح المراد منها وهو أنهم يطلبون له - صلى الله عليه وسلم - من ربه من مزيد الثناء عليه وتعظيمه والإفضال عليه من بركته ومغفرته وغيرهما من المراتب العلية ما يليق بباهر كماله وعلى حاله - صلى الله عليه وسلم - وشرف وكرم.

وأما صلاة مؤمني الإنس والجن عليه فهي بمعنى الدعاء أي طلب ما ذكر له من الله سبحانه. وإذا عرفت ذلك فعامة القراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015