الفاخر (صفحة 3)

1_قولهم حيَّاك اللهُ وبيَّاك

فأما حَيّاك الله فإنه مشتق من التحيّة، والتحيّة تنصرف على ثلاثة معانٍ: فالتحية السلام، ومنه قول الكميت:

ألا حُيِّيتِ عَنَّا ياَ مَديِنا ... وَهَلْ بَأْسٌ بِقَولِ مُسلِّمينا

فيكون معنى حيَّاك الله سلَّم الله عليك.

والتحية أيضاً: المُلْكُ، ومنه قول عمرو بن مَعْدي كَرِب:

أَسيِرُ بِهِ إِلى النُّعمانِ حَتَّى ... أُنيِخُ عَلى تَحِيَّتِه بِجُندِي

فيكون المعنى مَلّكَك الله.

والتحيّة: البقاءُ. ومنه قول زهير بن جَنابٍ الكلبيّ:

وَلَكُلُّ مَا نالَ الفَتَى ... قّدْ نِلْتهُ إِلاَّ التَّحِيّهْ

أي إلا البقاء. فيكون المعنى أبقاكَ الله.

وقولهم في التشهُّد: التَّحِيَّات لله يشتمل على الثلاثة المعاني. فأما بيَّاك فإنه فيما زعم الأصمعيّ أضحكَ. ويروى أن آدم عليه السلام لما قَتَلَ أحد ابنيه أخاه مكث سنة لا يضحك، ثم قيل له: حيَّاك الله وبيَّاك، أي أضحكك، وقال الأحمر: أراد بَوَّأَك منزلاً، فقال بيَّاك لإزواج الكلام ليكون تابعاً لحيَّاك، كما قالوا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015