حملت حمائله القديمة بقلةً ... من عهد عاد غضة لم تذبل

ويروى:

من عهد تبع

ومنهم من ذهب إلى سهولة اللفظ فعني بها، واغتفر له فيها الركاكة واللين المفرط: كأبي العتاهية، وعباس بن الأحنف، ومن تابعهما، وهم يرون الغاية قول أبي العتاهية:

يا إخوتي إن الهوى قاتلي ... فيسروا الأكفان من عاجل

ولا تلوموا في اتباع الهوى ... فإنني في شغل شاغل

عيني على عتبة منهلة ... بدمعها المنسكب السائل

يا من رأى قبلي قتيلاً بكى ... من شدة الوجد على القاتل

بسطت كفي نحوكم سائلاً ... ماذا تردون على السائل؟

إن لم تنيلوه فقولوا له ... قولاً جميلاً بدل النائل

أو كنتم العام على عسرة ... منه فمنوه إلى قابل

وقد ذكر أن أبا العتاهية وأبا نواس والحسين بن الضحاك الخليع اجتمعوا يوماً، فقال أبو نواس: لينشد كل واحد قصيدة لنفسه في مراده من غير مدح ولا هجاء، فأنشد أبو العتاهية هذه القصيدة، فسلما له وامتنعا من الإنشاد بعده، وقالا له: أما مع سهولة هذه الألفاظ، وملاحة هذا القصد، وحسن هذه الإشارات؛ فلا ننشد شيئاً، وذلك في بابه من الغزل جيد أيضاً لا يفضله غيره.

ومنهم من يؤثر المعنى على اللفظ فيطلب صحته، ولا يبالي حيث وقع من هجنة اللفظ وقبحه وخشونته: كابن الرومي، وأبي الطيب، ومن شاكلهما: هؤلاء المطبوعون، فأما المتصنعون فسيرد عليك ذكرهم إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015