فها هنا اذن معمل كيموي ينتج من المواد أكثر مما ينتجه أي معمل ابتركه ذكاء الانسان، وها هنا نظام للتوريد اعظم من أي نظام للنقل أو التوزيع عرفه العالم، ويتم كل شيء فيه بمنتهى النظام! ومنذ الطفولة إلى سن الخمسين مثلا لا يخطئ هذا المعمل خطأ ذا بال، مع ان المواد نفسها التي يعالجها يمكن ان تكون بالفعل أكثر من مليون نوع في من الجزيئات MOLصلى الله عليه وسلمCULصلى الله عليه وسلمS، وكثير منها سام، وحين تصبح قنوات التوزيع متباطئة من طول الاستعمال، ينتابنا الضعف واخيرا يصيبنا الكبر!.

ان الطعام الاصلي حين تستوعبه كل خلية، لا يزال مجرد طعام اصلي. ثم تصبح علمية كل خلية هي عملية احتراق وهي المسئولة عن حرارة الجسم كله. وانت لايمكنك أن تاتي احتراقا دون اشعال. بل يجب ان توقد اولا، ولذا تهيء الطبيعة تركيباً كيموياً صغيرا يشعل نارا مسيطرة عليها لاجل الأوكسجين والهيدروجين والكربون بكل طعام في كل خلية. وبذا تنتج الدفء اللازم، والنتيجة – كما هي في كل نار – هي بخار الماء وثاني اوكسيد الكربون والدم يحمل ثاني اوكسيد الكربون إلى الرئتين، وهو فيهما الشيء الوحيد الذي يجعلك تستنشق نسمات الحياة، والشخص ينتج نحو رطلين من ثاني اوكسيد الكربون في اليوم، ولكن هناك عمليات مدهشة تخلصه منه. وكل حيوان يهضم الطعام، ويجب ان ينال المواد الكيموية الخاصة التي يحتاج اليها بصفة فردية. وحتى في ادق التفاصيل تختلف المحتويات الكيموية في الدم، مثلا، بين كل نوع وآخر، ومن ثم توجد عملية تكوينية خاصة لكل نوع.

وفي حالة العدوى بجراثيم معادية، يحتفظ الجهاز أيضاً بجيش قائم باستمرار ليلاقي الغزاة، وهو عادة يتغلب عليها ويحمي تكوين الإنسان من الموت المبكر. ومثل هذه المجموعة من المعجزات لايوجد، ولا يمكن ان يحدث باي حال، في غيبة الحياة. وكل ذلك يتم في نظام كامل، والنظام مضاد اطلاقا للمصادفة. اليس ذلك كله من صنع الخالق؟ اذن ذلك النظام هو قرين الحياة. ولكن ما هي الحياة؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015