وأثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة، وأثبتوا لله القوة كما قال: (أو لم يروا أنَّ الله الَّذي خلقهم هو أشد منهم قوَّةً) [فصلت: 15] .

ويقولون إنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، والكلام في الوقف واللفظ من قال باللفظ أو بالوقف فهو مبتدع عندهم، لا يقال: اللفظ بالقرآن مخلوق، ولا يقال: غير مخلوق.

ويقولون إنّ الله سبحانه يُرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون، ولا يراه الكافرون؛ لأنهم عن الله محجوبون قال عز وجل (كلاَّ إنَّهم عن رَّبهم يومئِذٍ لَّمحجوبون) [المطففين: 15] ، وأن موسى عليه السلام سأل الله سبحانه الرؤية في الدنيا، وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكاً، فأعلمه بذلك أنه لا يراه في الدنيا، بل يراه في الآخرة.

ويصدّقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: (هل من مستغفر) كما جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقرون أن الله سبحانه يجيء يوم القيامة كما قال: (وجاء ربُّك والملكُ صفاً صفاً) [الفجر: 22] ، وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما قال: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) [ق: 16] .

وختم أبو الحسن الأشعري جملة ما حكاه عن أهل السنة وأصحاب الحديث بقوله: " فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وبه نستعين، وعليه نتوكل، وإليه المصير ". (?)

وبهذا النقل يتضح لك موافقة معتقد أبي الحسن الأشعري لمعتقد أهل السنة والجماعة في باب أسماء الله وصفاته. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015