وفى ظلال العقيدة، تتوافر عناصر الارتقاء المادى والروحى، ويجد الإنسان من عناية الله وولايته وكرامته، ما يبلغه ذروة الكمال الذى أراده الله له.

{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (?).

{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (?).

والعقيدة مثلها مثل الشجرة الطيبة التى لا ينقطع ثمرها، فهى تؤتى أكلها كل حين: فى صيف أو شتاء، ليل أو نهار، والمؤمن كذلك لا يزال يرفع له عمل صالح فى كل وقت وحين؛ ولهذا كثر فى القرآن الكريم اقتران الإيمان بالعمل الصالح، لأنه ثمرة من ثماره، وأثر من آثاره، وما أصدق قول الله عز وجل:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (?).

ولقد كان لعقيدة الإيمان فى تربية المؤمنين الأولين الأثر الكبير، فهى التى زكت النفوس، وطهرتها من الحسد والحقد، والكبر والعجب، والفسق والفحش، والظلم والجور، والقوة والغلظة، والأثرة والأنانية.

وهى التى خلصتهم من درن التربية الفاسدة، ووضر البيئة الرديئة، وشر الوراثات الدنيئة.

وهى التى أعلت هممهم، فطلبوا معالى الأمور، ووطنوا أنفسهم على إمامة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015