ولا يرتضى الله الشفاعة إلا لمن يستحقون العفو على مقتضى العدل الإلهى، وتكون الشفاعة لإظهار كرامة الشافع ومنزلته عند ربه، تنفيذًا للإرادة الإلهية عقب دعائه وطلبه من الله، وليس فيها ما يدعو إلى الغرور أو التهاون فى ترك ما كلف الله به من إيمان تزكو به النفس، وعمل صالح يصل بالإنسان إلى كماله المنشود.

وكان الوثنيون يعتمدون على أوثانهم، ويعتقدون أنها ستشفع لهم عند الله.

{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} (?).

فأيأسهم الله من الاعتماد على هؤلاء الشفعاء:

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ *إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ *فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ *عَنِ الْمُجْرِمِينَ *مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ *قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ *وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ *وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ *حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ *فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} (?).

وقد اعتاد كثير من الناس الاعتماد على شفاعة الصلحاء، واستساغوا كل لون من ألوان الانحراف، والخروج عن طاعة الله، ارتكانًا على هذه العقيدة، فقطع الله حجتهم، وأنزل قوله:

{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً *وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً *وَمَنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015