العزله للخطابي (صفحة 158)

أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ وَقُدَّامَهُ قَوْمٌ يَصْنَعُونَ شَيْئًا كَرِهَهُ مِنْ كَلَامٍ وَلَغَطٍ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا تَنْهَاهُمْ؟ فَقَالَ: «لَوْ نَهَيْتُهُمْ عَنِ الْحَجُونِ لَأَوْشَكَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَأْتِيَهُ وَلَيْسَتْ لَهُ حَاجَةٌ» قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ قَدْ أَنْبَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْقَوْلِ أَنَّ الشَّرَّ طِبَاعٌ فِي النَّاسِ، وَأَنَّ الْخِلَافَ عَادَةٌ لَهُمْ، وَحَضَّ بِذَلِكَ عَلَى شِدَّةِ الْحَذَرِ مِنْهُمْ وَقِلَّةِ الثِّقَةِ بِهِمْ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الشَّرُّ فِي النَّاسِ طِبَاعٌ، وَحُبُّ الْخِلَافِ لَهُمْ عَادَةٌ، وَالْجَوْرُ فِيهِمْ سُنَّةٌ وَلِذَلِكَ تَرَاهُمْ يُؤْذُونَ مَنْ لَا يُؤْذِيهِمْ وَيَظْلِمُونَ مَنْ لَا يَظْلِمُهُمْ وَيُخَالِفُونَ مَنْ يَنْصَحُهُمْ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِرَجُلٍ أَتُؤْذِي جِيرَانَكَ؟ قَالَ: فَمَنْ أُوذِيَ أُوذِيَ مَنْ لَا أَعْرِفُ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015