الخطورة في كتمان العتاب.

عتابي أخي في كلّ ذنبٍ أتى به ... مخُوفٌ على حال الأخوّة في الودّ

ولست أرى وجهاً لترك عتابه ... على ما جنى إذْ كان خيراً من الحقدِ

(ابن وكيع)

وربما وجد المرء في نفسه ما لا بد منه على صديقه، فأحسن أحوال العتاب، صيانة الحال من أن يجري فيها شيء من الاختلال، وأي اختلال في المودة يكون بعد كتمان العتاب عن ما لا بد منه؟! بل العتاب حينئذٍ دليلٌ على صدق الأخوة، ومتانة الصلة، وهذا خطْبٌ مُريع في دار الأخوّة، وطبق من ضريع على مائدة الصداقة، لا دواء له ولا شفاء منه إلاّ بالمُكاشفة والمُصارحة بما يحوم في مكنون الضمير، فإن امتنع المُصَابُ عن شرْبِ الدّواء، انتشر الدّاء، وكان الموت الزؤام.

قال بعضهم: "الصبر على مضَضِ الأخ خيرٌ من معاتبته، والمعاتبة خيرٌ منَ القطيعة، والقطيعة خيرٌ منَ الوقيعة".

وقال آخر: "ظاهر العتاب خير من مكنون الحقد".

وعلى هذا المعنى يصدق قول محمد بن داود: "من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015