أولاً: أن يعزل الحاكم نفسه

اتفق العلماء على أن الحاكم إذا أحس من نفسه عدم القدرة على القيام بأعباء الحكم فإن له عزل نفسه.

قال القرطبي- رحمه الله-: "يجب عليه أن يخلع نفسه إذا وجد في نفسه نقصًا يؤثر في الإمامة" (?).

وكذلك إذا كان في عزله إخماد لفتنة قد تزداد وتستمر إذا أصرَّ على منصبه، بل هو محمود في مثل هذه الحالة إذا عزل نفسه، ولذلك أثنى جميع المسلمين على سبط رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- الحسن بن علي- رضي الله عنهما- حينما عزل نفسه وتنازل عن الإمامة لمعاوية- رضي الله عنه-، بعد أن بايعه أهل العراق حقناً لدماء المسلمين، بل قد أثنى عليه قبل وقوعه جده رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- حينما قال: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين) (?).

أما إذا لم يكن هناك عذر شرعي للعزل، بل طلباً للتخفيف في الدنيا والآخرة, فذهب بعض الفقهاء الى أنه ينعزل: لأن إلزامه بالاستمرار قد يلحق الضرر به في آخرته ودنياه (?) ولأنه كما لم تلزمه الإجابة إلى المبايعة لا يلزمه الثبات (?)، ولأنه وكيل للمسلمين وللوكيل عزل نفسه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015