الرد على من قال أن الهواء تابع للأرض

ولو كان الأمر على ما يزعمه أهل الهيئة الجديدة لكان من في المشرق إذا أراد المغرب رفع طائرته في الهواء ثم أمسكها وقتاً يسيراً حتى تصل إليه أقطار المغرب فينزل فيها.

وأما من في المغرب فلا يمكنه أن يسير إلى المشرق في مركب جوي أبداً لأنه إذا رفع طائرته عن الأرض فاتته الأرض بسرعة سيرها. هذا على حد زعمهم. وكذلك الذين في الجنوب والشمال لا بد أن تفوتهم الأرض بسرعة سيرها فلا يهتدون إلى موضع قصدوه في مراكبهم الجوية.

ولما كانت هذه التقديرات منتفية وكان السير في الجو من الأقطار المتباينة مقارباً بعضه بعضاً دل ذلك على أن الأرض قارة ساكنة.

ومن ذلك ما هو مشاهد من نهوض الطيور من أوكارها أو غيرها مما هي واقعة عليه وطيرانها في الهواء وذهابها يميناً وشمالا ورجوعها إلى أوكارها أو غيرها من الأشجار والمواضع التي تقع عليها كثيراً وهذا يدل على ثبات الأرض واستقرارها ولو كانت تسير كما يزعمه أهل الهيئة الجديدة لما رجعت الطيور إلى أماكنها من الأرض لأن الأرض تفوتها بسرعة سيرها.

ومثل ذلك الطائرات فإنها تطير من المطارات وتذهب نحو المشرق والمغرب والجنوب والشمال وربما عرض لها عارض يمنعها من مواصلة السير إلى المواضع التي يقصدها أهلها فترجع إلى المواضع التي طارت منها بعدما تنأى عنها بمسافة بعيدة, وهذا يدل على ثبات الأرض واستقرارها ولو كانت الأرض تسير كما يزعمه أهل الهيئة الجديدة لما رجعت الطائرات إلى مطاراتها أبداً لأن الأرض تفوتها بسرعة سيرها.

ومن ذلك ما هو مشاهد من رمي الصيد والأهداف وإصابتها ولو كانت الأرض تسير كما يزعمه أهل الهيئة الجديدة لما أصاب الرامي صيداً ولا هدفاً ولاسيما إذا كان الصيد أو الهدف بعيداً عنه لأنه إذا أطلق السهم أو الرصاص فاتته الأرض بسرعة سيرها فلا يصيب السهم والرصاص ما وجهه الرامي نحوه.

ولما كانت إصابة الصيد والأهداف تقع من كثير من الرماة دل ذلك على أن الأرض قارة ساكنة.

فإن قيل إن الهواء تابع للأرض يسير بسيرها فلا تفوت الأرض إذا شيئاً مما يكون في الهواء فوقها.

فالجواب أن يقال هذا من أبطل الباطل لأن الهواء مستقل بنفسه وليس تابعاً للأرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015