نون إنك مأمورة وأنا مأمور ثم دعا الله تعالى أن يحبسها عليه فحبست فهذا نص صريح في أن الشمس هي التي تسير وتدور على الأرض.

ولو كان الأمر على ما يزعمه أهل الهيئة الجديدة لكان ينبغي ليوشع بن نون أن يخاطب الأرض ويدعو الله تعالى أن يحبسها عليه. وعلى قولهم يكون خطاب يوشع للشمس خطأ ودعاؤه بأن تحبس عليه لغواً, وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مقرراً له خلاف الصواب. هذا مقتضى قولهم الباطل وهو مما ينزه عنه آحاد العقلاء فضلاً عن أنبياء الله المعصومين فقاتل الله أهل الهيئة الجديدة أنى يؤفكون.

الحديث الرابع عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار». رواه الطبراني في الأوسط. قال الهيثمي وإسناده حسن. وفيه دليل على جريان الشمس. وفيه أيضاً الرد على أهل الهيئة الجديدة الذين يزعمون أن الشمس لا تجري ولا تتحرك.

الحديث الخامس عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية في شيء من شعره فقال:

رجل وثور تحت رجل يمينه ... والنسر للأخرى وليث مرصد

فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدق» وقال:

والشمس تطلع كل آخر ليلة ... حمراء يصبح لونها يتورد

تأبى فما تطلع لنا في رسلها ... إلا معذبة وإلا تُجْلَد

فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدق» رواه الإمام أحمد وابنه عبد الله في زوائد المسند وفي كتاب السنة وابن خزيمة في كتاب التوحيد وأبو يعلى والطبراني ورواته ثقات.

وفي بعض طرقه عند ابن خزيمة تصريح محمد بن إسحاق أن شيخه حدثه بذلك فزال ما يخشى من تدليسه.

قال ابن خزيمة قوله وإلا تجلد معناه اطلعي كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.

قلت قول ابن عباس رضي الله عنهما الذي أشار إليه ابن خزيمة هو ما رواه أبو بكر ابن الأنباري في كتاب المصاحف بإسناده عن عكرمة قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما أرأيت ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015