الباب الرابع فى البيان عن حسن النظم وجودة الرصف والسبك وخلاف ذلك

من سوء النظم

وقد أحسن فى هذا التمثيل وأعلم به على أنّ الذى ينبغى فى صيغة الكلام وضع كلّ شىء منه فى موضعه ليخرج بذلك من سوء النظم.

من سوء النظم

فمن سوء النّظم المعاظلة، وقد مدح عمر بن الخطاب رضى الله عنه زهيرا لمجانبتها «1» . فقال: كان لا يعاظل بين الكلام؛ وأصل هذه الكلمة من قولهم:

تعاظلت الجرادتان إذا ركبت إحداهما الأخرى، وعاظل الرجل المرأة إذا ركبها؛ فمن المعاظلة قول الفرزدق «2» :

تعال فإن عاهدتنى لا تخوننى ... تكن مثل من يا ذئب يصطحبان

وقوله «3» :

هو السّيف الذى نصر ابن أروى ... به عثمان مروان المصابا

وقوله للوليد بن عبد الملك «4» :

إلى ملك ما أمّه من محارب ... أبوه ولا كانت كليب «5» تصاهره

وقوله يمدح هشام بن إسماعيل «6» :

وما مثله فى الناس إلّا مملّكا ... أبو أمّه حىّ أبوه يقاربه

وقوله:

الشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكى عليك نجوم اللّيل والقمرا

وقوله «7» :

ما من ندى رجل أحقّ بما أتى ... من مكرمات عظائم الأخطار

من راحتين «8» يزيد يقدح زنده «9» ... كفّاهما وأشدّ عقد إزار

وقوله «10» :

إذا جئته أعطاك عفوا ولم يكن ... على ماله حال الردى مثل سائله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015