بها فمسح ضرعها ودعا بالبركة، فحلب فسقى أبا بكر ثم حلب فسقى الراعي، ثم حلب فشرب. فقال له: تالله ما رأيت مثلك، من أنت؟ قال: إن أخبرتك تكتم علي؟ قال: نعم. قال: أنا محمَّد رسول الله، قال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئي؟ قال: إنهم يقولون ذلك. قال: فإني أشهد أنك رسول الله وإنه لا يقدر على ما فعلت إلا رسول، ثم قال له: اتبعك؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أما اليوم فلا، ولكن إذا سمعت أنَّا قد ظهرنا فائتنا، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ما ظهر بالمدينة.

[درجته: سنده صحيح، رواه: البيهقي (2/ 497)، والحاكم (3 - 9)، والبزار (كشف الأستار 2/ 301) من رواية: عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: سمعت إيادًا يحدث عن قيس بن لقمان، قال: لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان ... هذا السند: صحيح. فعبيد الله صدوق (التقريب 1/ 53) ووالده تابعي ثقة (التقريب1/ 86)].

2 - قال البزار (كشف الأستار 2/ 301) وغيره من طرق عن عبيد الله بن إياد، حدثنا إياد، عن قيس بن النعمان: قال لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان نزلا بأبي معبد، فقال: والله ما لنا شاة، وإن شاءنا لحوامل، فما بقي لنا لبن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فما تلك الشاة؟ " فأتى بها، فدعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبركة عليها، ثم حلب عسًا فسقاه، ثم شربوا. فقال: أنت الذي يزعم قريش أنك صابئ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنهم ليقولون ذلك". قال: أشهد أن ما جئت به حق، ثم قال: أتبعك؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا، حتى تسمع أنَّا قد ظهرنا".

[درجته: سنده صحيح، وهو والحديث السابق من رواية: عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: سمعت إيادًا يحدث عن قيس بن لقمان، قال: لما انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يستخفيان ... إذًا فالرواية واحدة، لكن هناك خطأ في السند عند البيهقي (2/ 497) فقد ذكره ابن كثير في سيرته (2/ 264):حدثنا عبيد الله بن إياد، حدثنا إياد، عن قيس، وهذا هو الصواب، فقيس صحابي، وعبيد الله ليس بتابعي، فهو لم يسمع من قيس، وهو ليس ضمن شيوخه الذين ذكرهم الحافظ في التهذيب (7/ 4) بل ذكر أباه ضمن شيوخه ورواية البزار خير شاهد، إذًا فالخطأ متأخر وعنه نشأ بعض الاختلاف في ألفاظ الروايتين].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015