عما يقولون علوًا كبيرًا.

فهذا هو الكُلَيْني ـ وهو كالبخاري عند السنة ـ يكذب علَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه كَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: «أَنَا قَسِيمُ الله بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ وَالرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله).

وَلَقَدْ حُمِلْتُ علَى مِثْلِ حَمُولَتِهِ وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ وَإِنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) يُدْعَى فَيُكْسَى وَأُدْعَى فَأكْسَى، وَيُسْتَنْطَقُ وَأُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ علَى حَدِّ مَنْطِقِهِ.

وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالًا مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي: عُلّمْتُ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ؛ فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي وَلَمْ يَعْزُبْ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ الله وَأؤَدِّي عَنْهُ كُلُّ ذَلِكَ مِنَ الله مَكَّنَنِي فِيهِ بِعِلْمِهِ.». (أصول الكافي1/ 196).

والثابت في كتاب الله المنزل علَى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 34).وأنه أمر نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يقول: {لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهَ} (سورة النمل: الآية65).

* ويعتقد الشيعة أنّ الله - عز وجل - خلق السماوات والأرضين لأجل علي - رضي الله عنه -، وجعله صراطه المستقيم، وعينه وبابه الذي يؤتى منه، وحبله المتصل بينه وبين عباده من رسل وأنبياء وحجج وأولياء. (الوافي للفيض الكاشاني 2/ 224).

وبهذا يقضون علَى السبب الحقيقي من خلق الخلق الذي ذكره الله في القرآن بقوله - عز وجل -: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56).

الأئمة عند الشيعة يعلمون الغيب:

الأئمة عند الشيعة يعلمون الغيب: الشيعة لم يكتفوا بأن يُثبتوا الصفات الربانية المختصة بمقام وشأن الله - عز وجل - لعلي - رضي الله عنه - مخالفين كتاب الله وتعاليم رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل أثبتوها لأئمتهم جميعًا، فلقد بوب الكُلَيْني في (الكافي1/ 261) «بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ - عليهم السلام - يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِمُ الشَّيْءُ».

يروي الكُلَيْني عن جعفر الصادق: «إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015