طوال 34 يومًا والمصلحون من أبناء أمتنا يجاهدون لتبيان الحقيقة وبذل النصيحة، ولا يلاقون إلا تهم الخيانة والعمالة وهم على ذلك صابرون، غير أنهم كانوا على يقين بأنه ما أن تضع الحزب أوزارها حتَّى تنكشف الحقائق أمام أعين الناس، وبدلًا من كثرة المقالات جاء حسن نصر الله ليقدم لنا حديثه عن الحرب بمثابة اعتراف يهدم كل خطبه الرنانة وتصريحاته النارية ليس طوال الأيام الماضية فحسب بل طوال السنوات الماضية كلها.

ألا يجعلنا هذا التصريح نتساءل: أين المهللون المروجون للنصر العظيم الذي حققه حزب الله في المغامرة؟! إننا لم نسمع يومًا أن منتصرًا في معركة تمنّى أنه لم يخض تلك المعركة!!!

ثم أليس لنا أن نتساءل: هل كان حزب الله يجهل حقًا حجم رد الفعل الإسرائيلي المتوقع، أم تراه كان يعلم وتعمد ذلك ـ كما أشار نصر الله إلى أنه كان يعلم بوجود مخطط لضرب حزب الله ـ فهل كان يعلم نصر الله وتعمد ذلك لتشمل الضربة لبنان كلها لا حزبه فحسب؟!

من وعد بلفور إلى وعد حسن نصر الله:

يحمل تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي أسماء وعود كثيرة من أقدمها «وعد بلفور»، ونستطيع أن نقول أن مِن أحدثِها «وعد نصر الله»، حيث شدد نصر الله على أنه «لا جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل»؛ أهكذا تنتهي «آخر الحروب»؟!!

أهكذا تذهب هتافات: «حزب الله يا حبيب، دمِّر دمِّر تل أبيب» أدراج الرياح؟!!

أهكذا تنتهي الآمال والأحلام التي صنعها حزب الله بالتعاون مع بعض أجهزة الإعلام، أين ذهبت وعود حزب الله ومن ورائه راعيته طهران بتحرير القدس وتدمير إسرائيل؟!!

شكرًا، حسن نصر الله!!!

علينا أن نشكر حسن نصر الله؛ لأنه وفَّر علينا عناء التأكيد على أنه وحزبه لم يسعيا في يوم من الأيام من أجل تحرير فلسطين، فها هو حسن نصر الله ذاته يؤكد للجميع تلك الحقيقة، غير أنه بدلًا أن يكتفي بإخراج نفسه وحزبه من دائرة المقاومة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015