سادساً: أعماله في التدريس والإفتاء والقضاء والخطابة:

1 - في التدريس: قام العز بن عبد السلام بالتدريس في مدارس دمشق ومساجدها، وهو أول عمل قام به العز رحمه الله وأول مدرسة عمل بها هي المدرسة العزيزية حيث كان للعز مجلس فيها يدرس فيه العلوم الشرعية، كما كان يدرس فيها الآمدي ت 631هـ واستمر العز في التدريس مع استاذه الآمدي وبعده، كما درس في المدرسة الشبلية، ثم تولى التدريس في الزاوية الغزالية وهي مكان صغير، بجانب الجامع الأموي من جهة الغرب وسميت بذلك نسبة إلى الإمام الغزالي ت 505هـ، كان يعتكف فيها، ثم استعملت للعبادة والتدريس والأذكار، وتولى العز التدريس فيها بعد وفاة شيخها جمال الدين الدولعي سنة 635هـ (?)، ومع علمه ونبوغه وذيوع صيته، وبروزه على الأقران، حتى إنه كان مفتياً قبل هذا التاريخ، والتدريس مرحلة متقدمة على الإفتاء، فلابد أن يكون العز قام بالتدريس قبل تولية الملك الكامل له في سنة 635هـ وبعد هجرته إلى مصر ولاه السلطان التدريس في الصالحية (بالقاهرة) وكانت مدرسة كبيرة خصصت لتدريس المذاهب الأربعةن فأسند تدريس المذهب الشافعي، للإمام العز رحمه الله فبقي إلى أن توفي 660هـ ولم يكتف بالتدريس فيها، بل عقد حلقات العلم في المساجد وقصده الطلاب من الآفاق، وتخرج عليه في هذه الفترة معظم تلامذته الذين بزوا الأقران كابن دقيق العيد، والدمياطي، وغيرهم ممن سبق ذكرهم، وقد عرض عليه الملك الظاهر بيبرس بعد بنائه المدرسة الظاهرية أن يتولى أمر التدريس فيها إضافة إلى تدريسه في الصالحية، فأبى وقال: إن معي تدريس الصالحية، فلا أضيق على غيري، وسأله الملك أن يشترط في وقفها أن يكون التدريس لأولاده فقال: إن في هذا البلد من هو أحق منهم، فقال: لابد أن يكون لهم فيها وظيفة بالشرط، ففكر وقال: إن كان لابد فتكون الإمامة، فشرط لهم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015