بهم في الدنيا من النكال وما يفعل بهم في العقبى من العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم توحيده، فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم1.

ثم إنه بعد التتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة من قبل علماء الإسلام تبين أن التوحيد لا يخرج عن ثلاثة أنواع:

النوع الأول: توحيد الربوبية: وهو الإقرار بربوبية الله تعالى على خلقه أجمعين بخلقه لهم ورزقه إياهم وإحيائهم وإماتتهم وتصرفه في شئونهم كلها.

النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات وهو إثبات جميع ما ورد في القرآن والسنة من نعوت الكمال لله عز وجل، من غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل.

النوع الثالث: توحيد الألوهية: وهو إفراد الله وحده بجميع أنواع العبادة، وعدم صرف أي نوع منها لغير الله عز وجل.

ومن تتبع نصوص القرآن والسنة جميعها، يجد أنها لا تخرج في توحيد الله تعالى، عن هذه الأنواع الثلاثة.

وقد تناول ابن سعدي في مؤلفاته جميع هذه الأنواع، واعتنى بإبرازها وبيانها وإيضاحها، ونبه على أهميتها وضرورة الحاجة إليها.

وفيما يلي سأفرد كل نوع من هذه الأنواع بمبحث خاص أبين فيه جهود الشيخ ابن سعدي في توضيحه وبيانه2.

المبحث الأول: في توحيد الربوبية.

المبحث الثاني: في توحيد الأسماء والصفات

المبحث الثالث: في توحيد الألوهية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015