الفصل الأول: أثره في الفكر الإسلامي

أول ما يطالعنا من أثر لابن عبد الوهاب في الفكر الإسلامي أنه: جدد المعنى الشمولي للإسلام باعتباره عقيدة تعالج سائر جوانب علاقة الإنسان بالله تعالى ثم بالكون والحياة. هذه العلاقة التي تدور حول محور أساسي هو: توحيد الله تعالى في ربوبيته والهيته، وهو التوحيد الذي يستلزم طاعة الله بالتزام آمرة واجتناب نهيه، إن المدار في معرفة الأمر والنهي علي تبليغ الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم عن ربه، وإنه ما من أمر يتوقف عليه صلاح حال المسلم في علاقته بربه ثم بالناس إلا ودل الرسول عليه، أن من أحدث في هذا الأمر ما ليس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو رد.

وبهذا المعني الشمولي تتميز دعوة محمد بن عبد الوهاب عن كل دعوة اجترأت جانبا من جوانب الإسلام واكتفت به عن غيره سواء كان هذا الجانب متعلقا بصلاح النفس البشرية وكبح أهوائها وشهواتها مما كان مجالاً لاهتمام العباد والزهاد والمتصوفين، أم كان متعلقاً بحماية أرض الإسلام ومقدسا ته مما كان مجالا لاهتمام بعض العلماء أيام الحروب الصليبية والتترية وحتى الغزو الاستعماري الحديث.

ويتجلى هذا الأثر الشمولي لدعوة محمد بن عبد الوهاب في ضراوة المعارك التي ووجهت بها من خصومها، فقد تعدد هؤلاء الخصوم بتعدد أغراض الدعوة التي شملت مساحة الفكر الإسلامي كله خصوصاً وقد جاءت هذه الدعوة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015