الباب الخامس: نظرته إلى دور العقيدة في بناء الفرد من خلال الجماعة:

ويقع في ثلاثة فصول: عالجت في الفصل الأول مفهوم الجماعة المسلمة وكيف تكون وتميزها عن سائر الجماعات الإنسانية في أساس تكوينها المبني على العقيدة وتبين أن ابن عبد الوهاب إذا انتقل من دور الدعوة إلى دور الحركة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تبين له أن نجاح حركته مرهون بوجود الجماعة التي تنتظم فيها فعمل على تكوين هذه الجماعة معتمدا على الأساس العقائدي خلافا لما كان عليه الحال في أرض نجد والجزيرة العربية في عصره من عودة الناس إلى التجمع القلي.

فبين أن الجماعة التي يدعو إليها هي جماعة التوحيد وأن سائر الموحدين على اختلاف أنسابهم وألوانهم إخوان في العقيدة وكل من خالف التوحيد عدو لهم. وفي الفصل الثاني: عالجنا قضية التكفير وما يخرج عن الإسلام وهي إحدى القضايا التي تعرض فيها ابن عبد الوهاب للهجوم الشديد من خصومه وناقديه مدعين عليه أن يكفر الناس بالجملة وتبين من دراسة موقفه أنه لم يصف قوما بذواتهم بأنهم كفار بل تحدث عن أعمال رآها تؤدي إلى الكفر ومنها موادة أهل الشرك على أهل التوحيد، وتبين لي أن هذه القضية تعرضت لردود أفعال ناجمة عن الصراع الحزبي بين أهل الدرعية من اتباع الشيخ وبين خصومهم الكثيرين من حولهم. وفي الفصل الثالث بحثت موضوع الجهاد في سبيل الله كركن في العقيدة: فتبين لي أن جوهر موقف الشيخ في المسألة قائم على أن أهل الحق هم على الدوام محل العدوان عليهم من أهل الباطل سواء كان عدوانا حالا أن عدوانا متوقعا وأن سبيل أهل الحق لدفع هذا العدوان الحال أو التوقي من هذا العدوان المحتمل هو الجهاد في سبيل الله. وأوضحنا أن ماهية الجهاد عنده كما كان عند السلف تمكين المؤمن من الدعوة إلى الله وإزالة العقبات من أمام الدعوة وأنه ليس حربا للاستعلاء في الأرض واسترقاق البشر بدليل أنه فور قبول العدو للإسلام يصبح فورا أخا في العقيدة له ما للمسلمين وعليه ما عليهم دون تفريق بين جنس أو لون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015