7 - في الشورى وقاية من الاستبداد وتزود الدولة بالكفاءات والقدرات المتميزة وبها تنحصر عيوب التفرد بالقرار (?).

8 - تضيق هوة الخلاف بين الراعي ورعيته الخلاف جائز الوقوع, ولكل واحد قناعته, ولكن مع مناقشة الآراء وتداولها وظهور الحق يرجع بعض المخالفين عن رأيه وينصاع إلى الحق, وتتقارب وجهات النظر ويعذر بعضهم بعضاً, ويتعاونون على ما اتفقوا عليه, ويتنازل البعض ويقضي على وساوس الشيطان, (?) وتتآلف القلوب ويتوحد الرأي العام وتضعف حدة الخصوم والمنافسين (?).

9 - الشورى تفجر الطاقات الكامنة في أفراد الأمة, وتشجع ذوي الخبرات وتفسح المجال لكل من لديه خير للأمة أن يدلي برأيه وهو آمن فإن قبل فذاك, وإن رد فقد أدى ما عليه وأعذر ولا تمس كرامته ولا ينال منه (?).

ولا غنى لولي الأمر عن المشاورة, فإن الله أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم وليقتدي به من بعده وليستخرج منهم الرأي فيما لم ينزل فيه وحي من أمر الحرب والأمور الجزئية وغير ذلك, فغيره صلى الله عليه وسلم أولى بالمشاورة (?).

وينبني على هذه الشورى, طاعة الأمة للحاكم فيما يصدر عنه من القرارات تهم الصالح العام (?).

والشورى من قواعد الحكم في الإسلام وصفة من صفات المؤمنين سواء الحاكم أو المحكوم فقد وصف الله المؤمنين بقوله: "وأمرهم شورى بينهم" وبهذا ينقص الأيمان عند الراعي لعدم امتثاله "وشاورهم في الأمر" وعند الرعية كذلك, كما في تركها مجافاة للسنة والطريقة التي سار عليها أفضل الخلق والخلفاء الراشدين وأصحابه الميامين والقادة الفاتحين, وكبار المصلحين والعلماء الراسخين والدعاة المخلصين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015