زاهدا صَالحا مُنْقَطِعًا عَن الْخَلَائق الى الْخَالِق مشتغلا بتكميل نَفسه وتكميل المريدين وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر سلطنة السُّلْطَان سليم خَان عَلَيْهِ الرَّحْمَة والغفران
فِي عُلَمَاء دولة سلطاننا الاعظم والخاقان الْمُعظم الَّذِي تشرف زَمَاننَا بظله المكرم السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان ابْن السُّلْطَان سليم خَان سلمه الله تَعَالَى وأبقاه واسعده فِي اولاه واخراه بُويِعَ لَهُ بالسلطنة بعد وَفَاة ابيه فِي شهر شَوَّال المكرم سنة سِتّ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة
كَانَ من ولَايَة قسطموني وَقَرَأَ على عُلَمَاء عصره ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى الْفَاضِل اخي يُوسُف ثمَّ الى خدمَة الْمولى الْفَاضِل مصلح الدّين مصطفى الْبَرْمَكِي ثمَّ صَار معلما لسلطاننا الاعظم وَوَقع عِنْده مَحل الْقبُول وَحصل لَهُ حشمة وافرة وجاه رفيع بِحَيْثُ ازْدحم الْعلمَاء والفضلاء والاكابر والاعيان على بَابه وَمَعَ ذَلِك لم يتبدل مَا فِي طبعه من التَّوَاضُع وَالْكَرم ولين الْجَانِب والتلطف بالفقراء وَالْمَسَاكِين وربى كثيرا من الطّلبَة حَتَّى نالوا الْمَرَاتِب الْعلية مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ على أتم الْعِزّ وعظيم الجاه فِي سنة خمسين وَتِسْعمِائَة وَدفن بجوار ابي ايوب الانصاري روح الله روحه وَنور ضريحه
قَرَأَ على الْمولى سَيِّدي الْحميدِي ثمَّ على ركن الدّين ابْن الْمُؤَيد وَصَارَ معيدا لدرسه ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْمولى ابْن الْحَاج حسن بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة الْوَزير دَاوُد باشا بِالْمَدِينَةِ المزبورة ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة سلطانية بروسه ثمَّ صَار مدرساب باحدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة بروسه ثمَّ صَار قَاضِيا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور بِولَايَة اناطولي وداوم على ذَلِك مُدَّة كَبِيرَة ثمَّ عزل عَن ذَلِك وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَخَمْسُونَ درهما بطرِيق التقاعد ثمَّ صَار مفتيا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ ترك الْفَتْوَى لاختلال وَقع فِي مزاجه وَعين لَهُ كل يَوْم مِائَتَا دِرْهَم بطرِيق التقاعد وتوطن