في أن توتره وقلقه وتعجله لم تسمح له بتطويل مقطوعاته، ولا بتنقيحها وتمحيصها، ومن أجل ذلك جاءت صغيرة ركيكة، وكثرت فيها الضرورات، بل انتشرت بها الأخطاء النحوية، والعروضية القبيحة المزرية.

وكما كان أسلوبه ضعيفا، كذلك كانت معانيه في المديح والهجاء محدودة. بل إن المديح قليل في شعره1، على الرغم من أنه كان بضاعته التي طوف بها في الآفاق، وعلى الرغم من أنه جعله متجرا يتنقل به في الأمصار والولايات ليصيب منه مكسبا وربحا كبيرا. فهو يرجع فيه معاني ضئيلة متداولة، قوامها النسب والنجدة والكرم. أما الهجاء فهو أكثر شعره2. ومع مهارته فيه، فإنه يؤخذ عليه أنه عمد إلى معان معدودة كررها في معظم أهاجيه، فهو دائما يهجو بالضعة والطروء، واللؤم، والبخل، والجبن، والهوان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015