يعنى النعت إما يكون اسم فاعل وإما أن يكون اسم مفعول وكيفية اشتقاق اسم الفاعل واسم المفعول يأتينا في نظم المفصول إن شاء الله تعالى والصلة المشبهة واسم التفضيل, ماعدا هذه الأربعة لا يقع نعتا إلا إذا كان مؤولا الكلام في المشتق, والمؤول بالمشتق يعنى ليس مشتقا هو في لفظه جامد إذا عرفنا المشتق بأنه ما دل على حدث وصاحبه حينئذ الجامد ما دل على واحد منهما إما على حدث فقط كالمصدر وهي جوامد وإما أن يدل على الذات فقط كزيد وهو علم إذن الألفاظ ثلاثة مشتقة وهي ما جمعت بين أمرين تدل على حدث وصاحبه, العالم هذا اسم فاعل دل على ماذا؟ دل على صاحب العلم ودل على العلم, العلم هو الحدث وصاحبه هو المتصل بهذا الحدث, الضارب دل على شيئين: الأول فاعل الضرب والثاني الحدث الذي هو الضرب, لكن كلمة الضرب هذه مصدر دلت على الحدث فقط, علم دلت على الحدث فقط لأنها مصدر والأعلام جوامد وتدل على الذوات فقط إذن مشتق أو مؤول بالمشتق, المؤول بالمشتق هو الجامد الذي يؤدي معنى المشتق بمعنى أنه يفسر بالمشتق في هذا الموضع وإن شئت قلت في قوة المشتق لكنه في الأصل في لفظه يكون جامدا بمعنى أنه ليس باسم فاعل وليس باسم مفعول ولا صفة مشبهة ولا اسم تفضيل حينئذ يقع جامدا لكن نؤوله بالمشتق مثل ماذا المؤول بالمشتق؟ اسم الإشارة إذا قلت مثلا "جاءني زيد هذا" زيد فاعل وهذا نعته نعت حينئذ كيف يكون نعتا وذا اسم إشارة مبنى وجامد نقول هذا في قوة المشتق يعنى يؤول بالمشتق لأن الكلام في قوة قولك جاءني زيد المشار إليه ماذا أوقعت محل الجامد؟ لفظا مشتقا لأن المشار اسم مفعول حينئذ نقول هذا مؤول بالمشتق يعنى نفسر الكلام بلفظ المشتق وكل أسماء الإشارة يصح النعت بها حينئذ تفسر باسم المفعول ذو التي بمعنى صاحب في قوة المشتق "جاء رجل ذو علم",رجل فاعل وذو نعت له وهي جامدة كيف صح النعت بذو وهي جامدة نقول لأنها في قوة المشتق يعنى تؤول بالمشتق وتوضح وتفسر بالمشتق وهذا واضح لأن ذو هنا بمعنى صاحب وصاحب هذا اسم فاعل إذا رددناه إلى المشتق الاسم المنسوب كذلك في قوة المشتق جاءني رجل مكي يعنى منسوب إلى مكة كذلك الجملة الخبرية والمصدر والاسم الموصول وشبه الجملة وأي الوصف هذه ثمانية بالاستقراء والتتبع تكون نعتا وتفسر بالمشتق, إذن ماهو النعت هو المشتق أو المؤول التابع المشتق أو المؤول به المباين للفظ متبوعه قال الناظم هنا:

النَّعْتُ قَدْ قَالَ ذَوُو الأَلبَابِ ... يَتْبَعُ لِلمَنْعُوتِ فِي الإِعْرَابِ

كَذَاكَ فِي التَّعْرِيفِ وِالتَّنْكِيرِ

هذه خمسة يتبع النعت المنعوت في اثنين من خمسة, النعت ينقسم إلى قسمين:

-الأول الحقيقي والثاني السببي, الحقيقي والسببي

الحقيقي نحو "جاءني زيد العاقل"

السببي نحو "جاءني زيد العاقل أبوه"

عرفتم الفرق؟ جاءني زيد العاقل تنظر إلى النعت عرفنا العاقل هنا مشتق تنظر ما بعده, اسم الفاعل اسم المفعول الصفة المشبهة واسم التفضيل هذه ترفع, ترفع ضميرا مستترا وقد ترفع في بعض الأحوال اسما ظاهرا إذا كان المشتق رافعا لضمير مستتر يعود إلى المنعوت فهو الحقيقي وإذا كان رافعا لاسم ظاهر بعده حينئذ يكون سببيا هذا الفرق بينهم حينئذ إذا وقفت جاءني زيد العاقل الفاضل العالم بعده ليس عندنا حرف واحد حينئذ نقل هذا حقيقي لماذا؟ لأنه رفع ضميرا مستترا يعود إلى المنعوت جاءني زيد العاقل أبوه نقل رفع بعده لأنك تنظر في العاقل بعده أبوه, أبوه هذا فاعل من الذي رفعه العاقل إذن النعت رفع اسما ظاهرا هذا نسميه سببيا, الاسم بحسب الإعراب له ثلاثة أحوال: رفع ونصب وجر مر معنا إما رفع وإما نصب وإما خفض هذه ثلاثة وبحسب الإفراد وغيره له ثلاثة أحوال: إفراد وتثنية وجمع, بحسب الإفراد يعنى هل هو مفرد أم لا؟ إما أن يكون مفردا أو مثنا أو جمعا بقطع النظر عن نوعية الجمع هذه ثلاث, ثلاث وثلاث ستة, وبحسب التذكير والتأنيث له حالتان إما مذكر وإما مؤنث ليس عندنا وسط ولا ما يجمع الأمرين إما هذا وإما ذاك إذن له حالتان ستة واثنان ثمانية وبحسب التنكير والتعريف حالتان إما نكرة وإما معرفة اثنان مع ثمان عشرة ولذلك يقول النحاة الاسم له عشرة أحوال إن كان النعت حقيقيا تبع منعوته في أربع من عشرة وإذا كان سببيا تبعه في اثنين من خمسة تفصيله كما يأتي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015