كتاب فضائل قريش

أخبرنا الشافعي: حدثنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قدموا قريشًا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعالموها أو تعلموها".

هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث التي أملاها الشافعي -رحمة الله عليه- في الجديد، في فضائل قريش والأنصار وغيرهم، وقصده من ذلك ترجيح معرفتهم بالسنن على معرفة غيرهم.

قوله: "قدموا قريشا" يستدل بهذا الحديث من لا يرى الإمامة إلا في قريش، وهو صريح في ذلك أو قريب من الصريح.

وقوله: "ولا تقدموها" فحذف التاء الواحدة وهي تاء التفعل لا تاء المضارعة.

وقوله: "ولا تعالموها" مفاعلة من العلم، أي: لا تغالبوها بالعلم ولا تكاثروها فيه. وفي الرواية الأخرى: "ولا تعلموها" لأن التعليم إنما يكون من الأعلى بالأدنى، ومن الأعلم لمن ليس بأعلم، فنهاهم أن يجعلوا قريشًا في مقام التعليم أو في مقام المغالبة بالعلم، وهذا القول وإن كان عامًا في الأمر بتقديمهم والتعلم منهم؛ وفي النهي عن المتقدم عليهم والتعليم لهم، فإنه خاص في الإمامة وصرفه إليها أخص وأولى بالإجماع، لأنه لا يجوز أن يلي الإمامة إلا قرشي؛ وإذا كان هذا المنصب خاصًا دون الناس، فما الظن بغيره من المناصب والمراتب؟.

وقريش: هو النضر بن كنانة، وقيل: هو فهر بن مالك بن النضر.

فكل من هو من ولد هذا أو ذا فهو قرشي.

ويريد بقريش في الحديث: القبيلة، وإنما صرف لأنه نظر إلى الاسم أو الحي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015