المبحث الثالث السيرة النبوية الشريفة جمال نماذجها وشمول فضائلها

السيرة النبوية الشريفة جمال نماذجها وشمول فضائلها

* موقع السيرة النبوية من التاريخ:

تعتبر السيرة النبوية الشريفة، هامة التاريخ الإسلامي وتاجه وضياؤه وقلادته. وإذا كان التاريخ الإسلامي- ولا سيما بإضاآته المتفردة وصفحاته الجميلة الملتزمة- زهرة الحياة الإنسانية ووجهها المشرق وتاريخها المنير، فإن السيرة النبوية الشريفة تاج الحياة الإنسانية وزبدة تاريخها الرفيع في العصور طرا، ولدى الأمم كافة. ومن الواجب أن تعطى من الأهمية- ومن قبل المسلمين أولا- القدر الذي يتناسب وتلك المكانة اللائقة بها، رعاية واهتماما وتأليفا وتوقيرا وإقبالا مثلما اقتداء واهتداء. وكان من الجودة اعتبار فهم القصد من إطلاق مصطلح السيرة مجردا ومطلقا، بأنه السيرة النبوية الشريفة. إشارة إلى أن سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي المثال المقتدى في السّير الإنسانية بل ولسير الأنبياء جميعا، عليهم الصلاة والسلام.

* الصحابة والاقتداء بالسيرة:

وإذا كان الصحابة الكرام قد عايشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبوه وتابعوه واتبعوه، وحرصوا أشد الحرص على لقائه، أخذا عنه وتحريا لسيرته، وكل ما يصدر عنه، اقتداء به، وإن ذلك عبادة يتقربون بها إلى الله تعالى، فإنهم قد حافظوا على كل ذلك وبذلوا غاية الجهد في حفظه ونقله، وفي نفوسهم وسلوكهم، قبل نقله إلى الآخرين رواية ودراية. وكان السلوك- عملا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015