فاستقى المسلمون من هذه الينابيع، عقيدة وعبادة وشريعة وتعاليم صافية نقيّة، وأسّسوا أنفسهم وفكرهم وحياتهم عليها، بحيث إنّ الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم غضب يوما، وحتى تغيّر وجهه، حين رأى شيئا من التوراة بيد عمر بن الخطاب، ففهم عمر ذلك، وقال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلّى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، فسرّي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال: «وإنه والله لو كان موسى حيّا بين أظهركم ما حلّ له إلّا أن يتبعني» (?) (من عدة أحاديث) . وفي حديث آخر: «لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلّا اتّباعي» (?) وفي رواية أخرى أنّ عمر بن الخطاب قال للرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم:

إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال:

«أمتهوّكون أنتم كما تهوّكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيّا ما وسعه إلّا اتّباعي» (?) .

ولقد عاش جيل الصحابة- رضي الله عنهم- على الإسلام، قرآنا وسنّة وسيرة، ومثّلوها في كلّ أعمالهم وأمورهم، وحافظوا عليها وحفظوها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015