وهذا هو الهدف والنتيجة الأسمى والأهم في حركة المؤمن حتى الموت ..

سافر أولئك الشهداء إلى النعيم وبقي من بقى من رفاقهم ينتظرون الحصول على مقعد في تلك الرحلة الحلم .. ولعل من أكثرهم شوقًا أولئك الذين عبروا الصحاري والبحار مهاجرين من الحبشة واليمن .. حيث كانت إحدى السرايا تنتظرهم في رحلة لا تقل عن معاناتهم السابقة .. سرية لدى أبي موسى سر تسميتها بـ:

غزوة ذات الرقاع الثانية

يقول رضي الله عنه: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه قال فنقبت أقدامنا فنقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق" (?) لكن أبا موسى ندم على ذكر معاناته خشية أن يعكر ذلك الحديث صفاء نيته .. حيث يقول ابنه "أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك قال كأنه كره أن يكون شيئًا من عمله أفشاه" (?) وذات الرقاع هذه تختلف عن غزوة ذات الرقاع السابقة لأن تلك الغزوة سميت هكذا لمرور الجيش بمكان يقال له ذات الرقاع .. ومن سياق تلك الغزوة يتبين أن العدد كان أكثر من ستة بكثير كما أن الجمال هناك كانت متوفرة لأن جابرًا كان طوال الرحلة يركب جمله الهزيل الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015