لا والله، حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة. فنقول: كم؟ فيقول: صاعًا من تمر أو مدين من شعير، فنخرجه، ثم يخرج إلى ظاهر حرتنا -ونحن معه- فيستسقى، فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب، قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين، ولا ثلاثة.

فحضرته الوفاة، واجتمعنا إليه. فقال:

يا معشر اليهود .. ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير (?)، إلى أرض البؤس والجوع (?)؟ قالوا: أنت أعلم.

قال: إنما أخرجني أتوقع (?) خروج نبي قد أظل زمانه، هذه البلاد مهاجره، فأتبعه، فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود، فإنه يبعث بسفك الدماء، وسبي الذراري والنساء ممّن يخالفه، فلا يمنعكم ذلك منه.

ثم مات. فلما كانت الليلة التي فتحت فيها قريظة، قال أولئك الفتية وكانوا شبابًا أحداثًا: يا معشر يهود .. والله إنه للذي ذكر لكم ابن الهيبان.

فقالوا: ما هو به.

قالوا: بلى والله، إنه لصفته، ثم نزلوا، فأسلموا، وأحرزوا أموالهم، وأولادهم، وأهاليهم) (?) انتهى كل شيء بالنسبة لهم .. لم يعودوا أعداءً ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015