جالسان عندي، وأنا أبكى، استأذنت عليّ امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكى "معي".

فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وقد صلّى العصر"، فسلم. ثم جلس -ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل- وقد لبث شهرًا لا يُوحى إليه في شأني بشىء -"وقد اكتنفني أبواي عن يميني وشمالي"- فتشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جلس ثم قال: أما بعد يا عائشة .. فإنه قد بلغني عنك كذا .. وكذا .. فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب "إلى الله" تاب الله عليه، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته (?)، قلص دمعى (?) حتى ما أحس منه قطرة. فقلت لأبي: أجب عنّي رسول الله فيما قال.

فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (?). سكت الجميع فتحررت من صدر عائشة المظلومة:

دعوة مكروب

انفجرت داخل صدرها كالبركان .. دعوة نبيّ الله يعقوب عندما فقد أحبّ أبنائه إليه .. يوسف وبنيامن عليهما السّلام .. دعوة أطلقها يعقوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015