وقال في أقلّ الربا: (أهون الربا كالذي ينكح أمّه) (?).

ترى ما هو الذنب الذي يعادل أشدّ الربا إذا كان أهونه يعادل ذلك الفعل الشنيع والجريمة القذرة: الإجابة التي تذهل المسلم هي في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أربى الربا شتم الأعراض) (?) (أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه) (?).

فلنعد إلى أقدس الأعراض والدماء .. عرض محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ودمه .. الذي كان وهب بن عمير قبل قليل يريد نثره على طرقات المدينة .. لكنه عاد إلى مكّة بغير القلب الذي جاء به .. عاد إلى مكة يحمل الحب والإيمان وعمامة النبي - صلى الله عليه وسلم - .. عاد وهب مسلمًا .. لكن فعله قبل أن يسلم أثار لدى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه حالة اليقظة والحذر .. فقد يكون هناك أكثر من مشروع لتصفية النبي - صلى الله عليه وسلم - جسديًا ..

وقد صدق التوقع .. وأفاد الحذر .. تسرّبت الأخبار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن خطر قادم من جهة مكة .. لكنه ليس من قريش ..

خطر قادم من قبيلة بني المصطلق

وبنو المصطلق قبيلة عربية تسكن قرب مكة .. في المنطقة الواقعة ما بين مكة والمدينة .. وقد أراد - صلى الله عليه وسلم - استغلال واستثمار الوقت بمفاجأة تلك القبيلة قبل أن تتحرّك ويتكامل استعدادها .. أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يباغتها بضربة سريعة تشلّها .. لأن أي تأخير قد يضاعف من خطر تلك القبيلة .. وذلك لقربها من عدو النبي - صلى الله عليه وسلم - الأول "قبيلة قريش" .. أي تأخير يعني مزيدًا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015