أتذكرون مضارب حليمة .. حيث الأطفال والحملان الصغيرة .. عندها أقبل ملكان أبيضان كالسلام .. أضجعا ذلك الصغير وشقا صدره وغسلاه .. وها هو طفل الأمس .. رجل يصافح الأربعن .. يعود إليه الملكان ببطحاء مكة ليغسلاه مرة أخرى بماء السماء .. وينهض يحمل فضل الله .. فما حدث يبشره ويقول: أنت النبي .. المنتظر حتى رأى.

الرؤيا الأخيرة

محمد -صلى الله عليه وسلم- أصبح يفضل العزلة والتعبد (حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه -وهو التعبد الليالي ذوات العدد- قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها) (?)، ثم يعود لذلك الغار المترقب على قمة جبل النور .. والذي يستغرق الصعود إليه أكثر من ساعة .. ولم يكن ذلك طوال العام .. بل (في كل سنة شهرًا يتحنث، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجاور ذلك الشهر من كل سنة) (?) ولم يكن يمارس العبادة فقط .. بل كان (يطعم من جاءه من المساكين، فإذا قضى جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة، قبل أن يدخل إلى بيته، حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به فيه ما أراد، وذلك الشهر: رمضان، خرج إلى حراء كما كان يخرج لجواره، ومعه أهله، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد به) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015