ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عن نفسه: (إنما أنا رحمة مُهداة) (?) .. فهل هناك أجمل من الرحمة .. ومن الهدية .. لقد كان بين أضلاعه قلب كالنسيم البارد خلال القيظ والهجير .. كان قلبه مطرًا لذيذًا على شفتي صحراء تتلمظ عطشًا.

ذات يوم وبينما كان - صلى الله عليه وسلم - يخطب أصحابه على منبره .. إذا به يذهل عن خطبته وعن الناس من حوله .. بل وعن نفسه.

الرحمة تذهله (صلى الله عليه وسلم)

عبد الله بن عمر بن الخطاب رأى وسمع ما حدث .. يقول رضي الله عنه:

(رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يخطب الناس، فخرج الحسن بن علي رضي الله عنه في عنقه خرقة يجرّها، فعثر فيها، فسقط على وجهه فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المنبر يريده، فلما رآه الناس أخذوا الصبي فأتوه به، فحمله فقال:

قاتل الله الشيطان، إن الولد فتنة، والله ما علمت أني نزلت عن المنبر حتى أوتيت به) (?)، ولم تكن الرحمة للحسن وحده .. كانت هناك طفلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015