الأرض ليجعله فوق عنقه ويدلي قدميه الناعمتين على كتفيه .. ويفديه بأبيه ويردّد كلمات تضحك والده عليًا .. يقول أحد الصحابة الذين شاهدوا حب أبي بكر للحسن:

(صلّى بنا أبو بكر العصر، ثم قام وعلي يمشيان، فرأى الحسن يلعب مع الغلمان، فأخذه أبو بكر، فحمله على عنقه، وقال:

بأبي شبيه النبي ... ليس شبيهًا بعلي

وعليّ يبتسم) (?) (ويضحك) (?).

ولا يلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك .. إنه ابن حبيبه وصاحبه ونبيّه .. وحبّه من الإيمان وأبو بكر متضلع بالإيمان وحب آل بيته وحب هذا الطفل الجميل .. أبو بكر يفعل ما كان - صلى الله عليه وسلم - يفعله بالحسن .. يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - واضعًا الحسن على عاتقه "وهو يقول: اللَّهم إني أحبه فأحبه": وقال: من أحبني فليحبه) (?) لم يكن الحسن فوق عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - .. كان يحتل قلبه وجسده ومشاعره .. ها هو رجل من الأزد يبلغ الدنيا وصية نبيّه - صلى الله عليه وسلم - وهو يحتضن الحسن داخل حبوته .. فيقول: (أشهد لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعه في حبوته وهو يقول: من أحبّني فليحبه، وليبلغ الشاهد الغائب) (?) .. ولم يقتصر الطفل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015