{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}

يقول أحد الصحابة رضي الله عنه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} عن بدر والخارجون إلى بدر) (?)، وكانت الآيات قد نزلت كما يحدثنا أول من سمعها وأوّل من كتبها: زيد بن ثابت رضي الله عنه .. فيقول: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أملى عليه {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللهِ}، فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها علي، قال: يا رسول الله .. والله لو أستطيع الجهاد معك لجاهدت -وكان أعمى- فأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -وفخذه على فخذي- فثقلت عليَّ حتى أن تُرضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه، فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}) (?)، فصارت الآية تقرأ هكذا: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ الله الْحُسْنَى وَفَضَّلَ الله الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)} (?)، لكن ماذا عن أجر القاعدين المعذورين؟ يقول - صلى الله عليه وسلم -:

(لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادِ إلا وهم معكم فيه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؛ قال: حبسهم العذر) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015